موت كلكامش.
يبدأ النص بمرثية على كلكامش المحتضر الذي وقع بقبضة نمتار رسول الموت المكلف بقبض الأرواح، يصور كلكامش وهو طريح الفراش وفي حالة هذيان حينئذ يوحى إلى كلكامش من قبل الإله انكي او نوديمود كما يذكره النص برؤيا يجد نفسه فيها في اجتماع للآلهة كان موضوع النقاش في ذلك الاجتماع مصير كلكامش نفسه
يستعرض الآلهة في اجتماعهم السيرة البطولية لكلكامش وما قام به في غابة الأرز وكذلك رحلته إلى أقاصي العالم وأخذه للمعرفة القديمة من اوتانابشتم الذي يرد في النص بالاسم السومري زيوسدرا وكان التساؤل المطروح أمام الآلهة هل يكون كلكامش ابن الآلهة وأحد البشر في الوقت نفسه خالداً أم يكون من الفانيين؟
يبدو أن الجواب الذي توصلوا إليه هو مقترح الإله أنكي بعدم تكرار السابقة الوحيدة التي حصل فيها بشر على الخلود وهي سابقة اوتانابشتم بطل قصة الطوفان وهكذا توجب على كلكامش أن يتعرض للموت وينزل إلى العالم السفلي مثل بقية البشر، لكن موت كلكامش بحسب الحل الذي اتفق عليه الآلهة لن يكون بدون امتياز خاص ويتمثل هذا الامتياز في أن يكون لكلكامش مركز خاص في العالم السفلي ويكون حاكماً فيه أسوة بالإلهين ننكشزيدا ودموزي وهما من أعضاء مجمع آلهة العالم السفلي المقيمين فيه ولا يكتفي الآلهة بهذا وإنما يقررون لكلكامش خلود الذكر في عالم الأحياء عن طريق إحياء ذكره في عيد المشاعل السنوي الذي يتصارع فيه الشبان مع بعضهم .
واختير الشهر الخامس من السنة البابلية وهو شهر آب لإجراء هذه المصارعة التي كان موعدها في اليوم ال9 من الشهر الذي يتوافق مع موعد تقديم القرابين الجنائزية السنوية
بعد ذلك يظهر الإله أنليل في الرؤيا ليوجز قرار الآلهة إذ يعلن أنه حتى وإن كان كلكامش قد ولد ليكون ملكاً فإنه لا يستطيع أن يتجنب المصير المحتوم على البشر جميعاً ويطمئن كلكامش بأنه ينبغي ألا يقنط ذلك أنه سيكون بعد موته مع عائلته ومع صديقه أنكيدو في العالم السفلي ويبلغ بأنه سيحظى بمكانة مناسبة لأحد الآلهة الصغرى في ذلك العالم .