عن عمر يكاد يناهز المائه، ترك (المهندس) خوجة معمار سنان آغا عند وفاته 476 بناءً منسوبا إليه (بقي منها في العصر الحديث 196 مبنىً فقط)، بينها أكثر من 90 مسجدا و55 مدرسة عثمانية، إضافة إلى العديد من المساجد الصغيرة ودور تحفيظ القرآن والأضرحة والمستشفيات والجسور والخانات والقصور والمخازن والحمامات وغير ذلك ليصبح أكبر معماريي عصره الذي تحتفظ إسطنبول وغيرها من المدن العثمانية بأعماله التي بناها بنفسه أو أشرف على بنائها.
ولد سنان آغا في قرية آغارناص، التابعة لولاية قيسارية حاليا في الأناضول، لعائلة أرمنية أرثوذكسية، في عام 1490م وعاش في العصر الذهبي للعمارة العثمانية، حيث تقلد منصب رئيس المعماريين في الدولة في عهد أربع سلاطين عثمانيين وهو سليم الأول وسليمان القانوني وسليم الثاني ومراد الثالث. اعتنق الاسلام وهو في سن الثالثة والعشرين وانضم بعد ذلك إلى الجيش الانكشاري، والذي ظل فيه 17 عاما، عندما كان السلطان سليم الأول يستعد لشن حملة على الشاه إسماعيل الصفوي بفارس. والتحق بعد ذلك بمدرسة عسكرية ابتدائية تعلم فيها القراءة والكتابة والفنون التطبيقية، وتخصص في النجارة وشغل الخشب.
في فترة تجنيده، شاهد سِنان كثيرا من المباني البيزنطية والسلجوقية في إسطنبول والأناضول، كما شاهد مدينة تبريز وآثارها المعمارية الإيرانية والمنغولية، وشاهد الطرز المعمارية العربية في حلب ودمشق، والطرز المعمارية في القاهرة من الأيوبية والمملوكية، وتأثر بها جميعا.
عمل سنان معمار باشا لمدة طويلة في مجال الإنشاء المعماري، ولعل من أهم أعماله هي توسعة المسجد الحرام. تقلّد لقب «مهندس الإمبراطورية العثمانية» لمدة خمسين عاما.
* الصورة لجزء من جامع السليمانية باسطنبول، احد اشهر منشأت المهندس سنان معمار باشا.
#وقال_الراوي