نصري شمس الدين … سيد المُعَنّى والفصاحة
ولد نصر الدين مصطفى شمس الدين في بلدة جون في الشوف في العام 1927 من أسرة تُعرف بعائلة المشايخ وهو صغير العائلة، والدته كانت صاحبة صوت جميل جداً ، دخل مدرسة جون الابتدائية حيث تابع دراسته الأولى، ثم انتقل إلى مدرسة المقاصد في صيدا ، وفي سنّ السابعة عشرة وقبل إتمام المرحلة الثانوية بدأ بتدريس مادة اللغة العربية في مدرسة شبعا في قضاء حاصبيا، ثم في مدينة صور ، وفي ثانوية الجعفرية في صور، أقام أمام التلامذة حفلة غنائية عازفاً على العود ، حينها تدخل المدير ليخيِّره بين مهنة التدريس أو الغناء فاختار ما يعشق: الفنّ والطرب. بعدها سافر إلى مصر وعمل في شركة " نحاس فيلم" ، ثم حمل دبلوماً في الموسيقى من بلجيكا ،ثم عمل موظفاً في مركز البريد في بيروت، وفي العام 1952 انضم الى اذاعة لبنان الرسمية مع عاصي ومنصور الرحباني، عبد الغني شعبان، حليم الرومي وغيرهم ، وأنطلق في مشواره الفني بعدما أدى سكتشات غنائية (مزراب العين - حلوة وأوتوموبيل -براد الجمعية) ثم قدّم أغنيته الأولى (بحلّفك يا طير بالفرقة) وهي من ألحان فيلمون وهبي الذي جمعته به صداقة حميمة .
في رصيد نصري شمس الدين ما يقارب الخمسمائة أغنية بين موال ودبكات وأغنيات عاطفية ووطنية ، وقد ظهر في أغلب مسرحيات الأخوين رحباني بأدوار متعددة ومتنوعة إلى جانب السيدة فيروز، من العام 1957 الى العام 1980 وهم الذين أطلقوا عليه اسم نصري ,لعب أدواراً متعددةً، شملت المختار، رئيس البلدية، الأمير، الملك، البويجي، المتصرف والوزير وغيرها من الأدوار ، كما شارك مع المطربة صباح وغيرها في مهرجانات بعلبك وجبيل وبيت الدين ، كانت آخر أعماله مع الأخوين رحباني في إعادة مسرحية الشخص مع رونزا في العام 1980 في الأردن ، ومن ثم انصرف إلى الاهتمام بالغناء منفرداً وأصدر أغاني على أسطوانات وكاسيتات بما عرف بألبوم الطربوش ضمن مجموعة من الأغاني من ألحان ملحم بركات.
توفي نصري شمس الدين في العام 1983 عن عمر 56 سنة ، وهو على المسرح في نادي الشرق في دمشق, إثر نزيف دماغي وبعد رحيله، عمد عادل شمس الدين (ابن عمه) إلى تأدية أغانيه في المناسبات من أجل ديمومتها ، بيد أن الموت المفاجئ عاجل عادل أيضاً، فرحل في العام 2006 قبل أن يبلغ الخمسين عاماً ،الشيخ نصري متزوج من السيدة يسرى الداعوق وله منها: مصطفى وألماسة (توأمان)، مي وماهر، ريما ولين (توأمان) ويقول ابنه مصطفى: "هناك 40 -45 تسجيلاً غنائياً لوالدي لم يذع حتى الآن ، فضلاً عن نحو مئة أغنية حيّة قدمها مرة واحدة على المسرح مثل (تفتا هندي) عرضنا هذا الرصيد على الجهات المنتجة، وقد فوجئنا بأن الشركات أرادت امتلاك حقّ التصرف المطلق بهذه الأغاني ، ويسأل عن الاجحاف بحق والده!
بحث نقولا ابو فيصل