متون هيرمس او الهرمسيات حكمة الكميتين المفقودة ( الجزء الاول)
--------------------------------------------------------------------
الهرمسيات او المتون هرمس نسبة الى الحكيم المصري تحوت الذي تحول بحكمته الى كائن رباني (نتر) وقد قدس تحوت في كيميت قبل 3000 ق.م ويعزي اليه اختراع الكتابة الهيروغليفية وهو من علم الكيمتين علوم الفلك والعمارة والهندسة والطب وكان اليونانيون يبجلون المعرفة الروحانية المصرية ويعتقدون بان تحوت هو باني الهرم وعرفوا تحوت باسم هيرمس باليونانية رسول الالهه ومرشد الارواح في مملكة الموت وقد اضافوا عليه لقبا لتعظيمه وهو هرمس مثلث العظمة وتسمي المتون باسم الهرمسيات باليونانية
تحوت والفكر الغربي المتعمد لاخفاءه
--------------------------------------
بالرغم من الجهل المتعمد عن تحوت فقد كان له بالغ الاثر على تاريخ الفكر الغربي بدأ من اليونانين وحتي الاكتشفات التي اطلقت عصر النهضة الاوروبية في القرن السادس عشر وقائمة المفكرين الذين اعترفوا بفضل تحوت تكاد تشكل موسوعه كاملة من اكبر مفكري العالم الغربي وفنانية بينهم ليوناردو دافنشي , بوتيتشيلي , روجر بيكون , باركيلسوس , توماس مور كما كان اثره عميقا على شكسبير وجون دون وكل الشعراء والفلاسفة الذين احاطوا ببلاط الملكة اليزابيث الاولى والاعضاء الموسسين للجمعية الملكية في لندن وبلغ نفوذ تحوت وتاثيره حتي الى قادة الاصلاح البروتستانتي في اوروبا واثرت تعاليم هيرمس على الحكمة والتصوف الاسلامي واليهودي والغنوصية المسيحية
تاريخ الهرمسيات
-----------------
يغلف الغموض الاصول المبكرة للهرمسيات والدلائل تشير الى انها انحدرت مباشرة من الحكمة المصرية القديمة ولكن النصوص القليلة المتبقية من تعاليم هيرمس وجدت باليونانية واللاتنية والقبطية وجمعت في مدينة الاسكندرية اثناء القرنين الثاني والثالث الميلادي حيث الهمت الهرمسيات بعضا من اعظم الانجازات الفكرية في العالم القديم
الاسكندرية اصل علم الهيرمسيات
----------------------------------
وكانت الاسكندرية مركزا عظيما للدراسة والتفوق وبعض ان ضم الاسكندر الاكبر مصر وفارس والهند في امبراطورية واحده جعل من الاسكندرية مدينة عالمية تستقبل الرجال والنساء من كافة الامم والطوائف من اليونانين والمصريين والبوذين والهنود والفرس والبابلين ليعشوا جميعا في سلام
عرف عن السكندريين بنهمهم للمعرفة في ظل حكم بطليموس الاول والذي انشا مكتبة ومتحف كبير يضم جميع حكم الانسان من مختلف الحضارات الهندوسية والمصرية واليونانية وضمت مكتبة الاسكندرية ابان ازدهارها نحو مليون ونصف مخطوطة من بينها اعمال اقليديس وارشميديس والفلكي بطليموس واريستارخوس الساموي
نهاية عصر الاسكندرية والثقافة الهلينستية
-------------------------------------------
كانت الاسكندرية بها جميع اصقاع الامم والحضارات وكان بها مدارس لتعلم الفلسفة اليونانية واليهودية والمسيحية ومدارس الاسرار اليونانية والزرادشية والبوذية والهندوسية والفارسية ومدارس الفلكين واتباع الديانة المصرية اليونانية سيرايس وغربت شمس الاسكندرية الذهبي مايعرف بالعصر الهلينستي مع مولد الامبراطورية المسيحية التي كانت متعصبه بشكل لم يسمح ببقاء التنوع الفكري وقد اطلق المسيحيون في ذلك الوقت اسم الوثنين Pagans على كل ما ليس مسيحيا وفي عام 415 م قبضت طغمه من المسيحين المتعصبين على هيباتيا وهي عالمة وفيلسوفة من اكبر علماء وفلاسفة ذلك العصر والتي كانت تعمل في مكتبة الاسكندرية ومزقوا لحمها واحرقوها وقد زعيمهم القمص كيرلس الذي عرف بالقديس كيرلس ودمرت مكتبة الاسكندرية في النهاية تماما باعتبارها خرافات وثنية والقيت ثروة محتواياتها في مهب الرياح واغلق الامبراطور الروماني المسيحي ثيوديوس كافة معابد الوثنين في الاقاليم وبدا تقليد حرق الكتب الذي لم يكن معروفا من قبل وقد اصبح القرن الخامس الميلادي باللنسبة للغرب نهاية الثقافة الهلينستية و بداية من الف عام التي اسمت بالعصور المظلمة
هرمس وصحوه اورويا
----------------------
هاجر حمله الهرمسيات المتبقين الى فلورنسا بعد ان طردتهم الخلافة الاسلامية و في عام 1438 م قدم العالم البيزنطي جيسيمو بليثون الى جمهور فلورنسا الذي صعق كالدهشة كافة الاعمال المفقودة لافلاطون وقد ترجمت هذه الاعمال الوثنية الى اللغة اللاتنينية للمره الاولى وانشا حاكم فلورنسا كوزيمو دي ميدتشي اكاديمية افلاطونية جديدة ضمت مجموعة من المثقفين والفلاسفة وقد اثرت هذه المدرسة بعمق على مفكريين عظماء مثل ليوناردو دافنشي ومايكل انجلو ورفايل والذي بدا برسم لوحة الالهة الوثنية القديمة وتعتبر لوحة بوتيتشيلي "فينوس ومارس" قدرتها على نقل المشاهد الى حالة الوعي الروخي
وقد ارسل كوزيمو رساله للبحث عن المعارف المفقودة التي تنتظر الاكتشاف وعاد احدهم عام 1460 م الى فلورنسا بالتعاليم المفقودة لمثلث العظمة هرمس حيث كان الفلورنسين في ذلك الوقت غارقين في محاولة اكتشاف حضارة قديمة جليلة سبقتهم وانتهت قبل زمنهم بالفين عام وبمجرد النظر الى تعاليم هيرمس اقروا انها اقدم كلمات الحكمة على الاطلاق وامر كوزيمو مترجمه اليوناني مارشميللو فيتشينو بترك ترجمة كتب افلاطون ويتفرغ لترجمة النص المصري وانهي فيتشنو عمله لكي يقراه على كوزيمو قبل وفاته مباشره وهكذا وصلت المعارف القديمة الى فلورنسا وبعد سنوات قليلة وصلت المطابع الى فلورنسا حيث طبعت الحكمة القديمة ووزعت في اوروبا وحمل دارسوا التعاليم الجديدة بعد ان انتشرت انباء التجربة الفلورنسية ذلك التراث الجديد القديم حيث امتزجت الهرمسيات في قلب الثقافة الفلورنسية ايذنا بنهاية عصور الظلام وبداية الميلاد الجديد للبشرية حيث نظرت ثقافة الفلورنسية وفي قلهبها الهرمسيات العلم والفن والدين باعتبارهم واحدا يدرس سويا وبذلك صارت جميع جوانب الحياة الانسانية مجالات مشروعة للبحث وكان هذا تحد امام الكنيسة الكاثوليكية التي قامت بالتعاون مع ملك فرنسا بسحق فلورنسا لتهديدها المسيحية عام 1492 ولكنها لم تستطيع ايقاف انتشار الثقافة الفلورنسية والتي هي خليفة الثقافة الهلينستية القادمة منا لاسكندرية والتي انتشر علمائها في جميع انحاء اوروبا ناشرين معهم الفنون والنحت والشعر والازياء وفي اقل من 200 عام لاحقة انتصرت النهضة في اوروبا
#ابن_كيميت
المصادر
كتاب " متون هرمس حكمة الفراعنة المفقودة" , تيموثي فريك وبيتر غاندي
الصورة الشمال تحوت / هيرمس باليونانية
الصورة اليمني : لوحة بناء الاسكندرية / الاسكندر الاكبر من الفن الفلورنسي الايطالى 1702-1759
